أخبار عاجلة
الرئيسية / آراء حره / طارق الصاوي يكتب : مقترحات لقضية سد النهضة
طارق الصاوي المستشار الاعلامي لجمعية الطرق العربية

طارق الصاوي يكتب : مقترحات لقضية سد النهضة

زادت وتضاعفت المخاوف بعد أن تواترت الأخبار عن شروع أثيوبيا التى تتمتع بدعم وتعاطف دولي فى تحويل مياه نهر النيل إلى ” سـد النهضة ” الذى يقع على النيل الأزرق بالقرب من الحدود السودانية ، على مسافة تتراوح بين 20 و 40 كيلومترا .
ليصبح أكبر سد كهرومائي في أفريقيا ، و العاشر عالميا في قائمة أكبر السدود إنتاجا للكهرباء ، ويرى الخبراء أنه سوف يؤثر على تدفق مياه النيل إلى مصر ، وستفقد مصر نحو 10 مليار متر مكعب من المياه ، وهو ما يعني نقصا في الأراضي الزراعية يصل إلى ربع المساحة المزروعة المقدرة بثمانية ملايين فدان إجمالاً . كما سيؤثر ذلك بالطبع فى الكهرباء الناتجة من السد العالى .

ويعد هذا السد أيضا بمثابة قنبلة موقوتة تهدد دولتي المصب ، إذا تعرض للإنهيار . فمن المفترض أن سعة السد ستكون نحو 74 مليار متر مكعب من المياه . وفي حالة انهياره مستقبلاً وهو على مسافة قريبة من الحدود السودانية ، ستكون النتيجة غرق السودان والصعيد المصرى ، ومن المحتمل أن تصل توابع الفيضان الناتج عن انهيار السد حتى القاهرة ، حيث لن يستوعب السد العالي أو مجري النيل بمصر تلك الكمية الهائلة من المياه .

وأكد الخبراء أن معدل أمان سد النهضة يبلغ 1.8 ريختر فقط ، بينما معدل أمان السد العالي بمصر نحو 8 ريختر ، كما أن سد النهضة يتم إنشاؤه على أرض صخرية و صخور بركانية ضعيفة تعانى من التشوه ومواطن الضعف مما ينذر بانهياره الذى يؤدي إلى أخطار جسيمة على مصر والسودان .

وتلافيا لأضرار الكارثة المتوقعة بانهيار ” سـد النهضة ” يجب دراسة توسيع وتعميق بحيرة ناصر خلف السد العالى وحفر أودية عميقة وبمساحات واسعة جدا بالقرب من البحيرة تستوعب نسبة المياه المتوقع تدفقها فى صورة فيضان عند انهيار السد وكذلك العمل على توسع وتعميق مجرى النهر وعمل هاويس كبير بالعديد من المناطق الخالية خلف السد مثل مناطق وادى حلفا وقسطل وأبو سمبل وتوشكا و العوينات وغيرها من المناطق الخالية.
والوديان التى لا يضرها الماء عند فتح الهاويس وتوجيه الماء اليها قبل توجه فيضان الماء عبر مجرى النهر الى المدن والقرى السكنية والأراضى الزراعية .

وهناك العديد من الإجراءات الداخلية والخارجية التى يجب ان نسرع فى إتخاذها بجانب التحركات الدبلوماسية والسياسية او حتى العسكرية إن لزم الأمر .

فيجب على الحكومة المصرية أن تعمل بسرعة على إصلاح نظم الري واستخدام أنظمة الري الحديث مما يوفر الكثير من المياه وزيادة دعم المياه و استخراجها و حفر آبار و تحليه مياه الصرف لتصلح للزراعة و الصناعة.

وعمل مكثفات مياه بجوار الأماكن شديده التبخير مثل السواحل و البحيرات المالحه و عمل خزانات مياه تستخدم في حالت الضرورة القصوي مثل الجفاف وأستخدام أساليب الرى الموفرة للمياه مثل الرى بالتنقيط مع ضرورة عمل طلمبات مياه جوفية لرى مساحات كبيرة من الأراضى الزراعية و الوصول الى طريقة منخفضة التّكاليف في تحلية مياه البحر .
كما يجب تجريم إهدار المياه مثل رش الشوارع والطرقات وغسيل السيارات بإستخدام ماء الشرب وغير ذلك من أساليب الإهدار المعلن للمياه .

ويمكن استخدام مياه جوفية فى مثل هذه الأعمال ، ويجب إستبدال الزراعات المستهلكة للمياه بنسبة كبيرة مثل ” الأرز ” وإستيراد مثل هذه المنتجات والأستثمار الأوسع فى الزراعات الموفرة للماء .

والسعى لإنشاء محطات توليد كهرباء من مصادر مختلفة و متنوعة و استخدام الطاقة النوويه في توليد الطاقة الكهربائية و تنقيه المياه و التوجه للعناصر الأقوى في توليد الطاقة و الأرخص فى التكلفة.
ويجب على الدولة و الحكومة المصرية أن تسرع فى إقامة علاقات واسعة مع دول حوض النيل المؤثرة فى القضية يشارك فيها كبار رجال الاعمال والمستثمرين الوطنيين ، لمد يد العون لبعض هذه الدول التى تحتاج الى تطوير شبكات طرق و إتصالات وتحتاج إلى مشروعات زراعية وصناعية وتعليمية وتدريبية خاصة مع دولة الكونغو الديمقراطية حيث يمكن دراسة إزالة العقبات التى تواجه تحويل نهر الكونغو الى مجرى نهر النيل بعد سد النهضة حيث يفقد نهر الكونغو ثلاث أرباع مائه بالمحيط لعدم استغلالها كما يمكن وضع توربينات توليد كهرباء على شلالات نهر الكونغو لتوليد الكهرباء للدول الأفريقية للضغط على أثيوبيا.

وأرى أن هناك مؤامرة دولية تحاك لمصر الآن من أجل إنفاذ مخططات من وراء الدولة الأثيوبية للنيل من حياة المصريين وإنهاك جيشهم ، وأن نفس الجهات التى تدعم أثيوبيا دوليا وتخطط للنيل من مصر هى التي تخطط لإشغال مصر ومناوشتها من الجهة الغربية وتهديد أمنها القومي وحدودها مع ليبيا ، وان أردوغان تركيا متورط من شعر رأسه إلى قدميه فى هذه المؤامرة الدنيئة، وإلا فلماذا الجر لهذه الحرب في هذا الوقت بالتحديد ، ولماذا شرعت أثيوبيا فى ملء السد الآن بالتحديد.
وبإذن الله سيخيب الجبار رجائهم و أملهم و يقطع بخزيهم أطماع من خلفهم ، وستبقي مصر كنانة الله فى أرضه من اكبها بسوء أكبه الله على وجهه.

بقلم : طارق الصاوي

المستشار الاعلامي لجمعية الطرق العربية

عن admin

محروس سليم المستشار الإعلامي للنقابة العامة والمتحدث الرسمي عنها

شاهد أيضاً

عبد العزيز هاشم يكتب : ٣٠ يونيو إرادة شعب تحطم على أعتابها آمال الطامعين

ثورة 30 يونيو جائت بمثابة المطرقة التي حطمت كل أمال وطموحات الطامعين في مصرنا الغالية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.